للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(أَوْ بِالْمُصْحَفِ)، أَحْلِف بالمصحف؟ المصحف أوراق، حبر، إذن الحالف بالمصحف ما يقصد الأوراق هذه، وإلَّا كان يحلف بدفتر فيه أكثر من أوراق المصحف، لكن يقصد أيش؟ الكلام الذي في المصحف، وعليه فإذا قال قائل: إذن يجب أن نُقَيِّد (أَوْ بِالْمُصْحَفِ) ناويًا ما فيه؟

فالجواب: لا حاجة إلى هذا القَيْد؛ لأنه هو المتبادِر، أنَّ الحالف بالمصحف ما يقصد الأوراق والكتابة، وإنما يقصد ما تضمنته هذه الأوراق، وهو كلام الله عز وجل.

القَسَم بآيات الله؟ فيه التفصيل، إن أراد بالآيات الآيات الكونية فإنه لا يجوز؛ لأنها مخلوقة، الشمس من آيات الله، القمر من آيات الله، الليل من آيات الله، النهار من آيات الله، أنفسنا نحن وما تشتمل عليه من آيات الله، فإذا أراد بآيات الله آياته الكونية حَرُمَ اليمين، حَرُمَ القَسَم بها، وإن أراد بها الآيات الشرعية التي هي وَحْيُه الْمُنَزَّل على رُسُلِه فهي كلامه، والحَلِف بها؟

طلبة: جائز.

الشيخ: جائز؛ لأنها من صفاته.

ماذا يريد العامَّة الآن الذين نسمع منهم كثيرًا يقولون: قَسَمًا بآيات الله؟ الظاهر لي -والله أعلم- أنهم يريدون.

طلبة: القرآن.

الشيخ: الآيات الشرعية، القرآن، وعلى هذا فتكون اليمين منعقِدة.

قال المؤلف رحمه الله: (وَالحَلِفُ بِغَيْرِ اللهِ مُحَرَّمٌ)، (غَيْرِ) مضاف إلى (الله)، فيشمل كل مَنْ عدا الله، حتى وإن كان مَلَكًا مُقَرَّبًا أو نبيًّا مُرْسَلًا، ولهذا نقول: الحلف برسول الله صلى الله عليه وسلم حرام ولَّا جائز؟

طلبة: حرام.

الشيخ: حرام، لا شك، الحَلِف بجبريل، وميكائيل، وإسرافيل؟

طلبة: حرام.

<<  <  ج: ص:  >  >>