للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وينبغي أن يكون القَسَم باسم مناسب للْمُقْسَم عليه، ولهذا تجدون الإقسامات الموجودة في القرآن تجدون بين الْمُقْسَم به وعليه ارتباطًا من حيث المعنى، ومن أراد الاستزادة من ذلك فعليه مراجعة كتاب ابن القيم رحمه الله: التبيان في أقْسام القرآن، أفهمتم الآن؟

إذن القَسَم باسم الله، أو بصفة من صفاته الفِعْلية، أو الذاتية المعنوية، أو الذاتية الخبرية، مِثْل -على الترتيب، نشر مُشَوَّش، تعرفون نشر مُشَوَّش؟ - مِثْل ..

طالب: الوجه.

الشيخ: مِثْل الوجه، ها؟

طالب: والعظمة.

الشيخ: نعم، والعظمة.

طالب: والنزول.

الشيخ: والنزول، أو الاستواء.

طالب: والحياة.

الشيخ: والحياة من الذاتية المعنوية.

يقول المؤلف: (أَوْ بِالقُرْآنِ، أَوْ بِالْمُصْحَفِ)، الحَلِف بالقرآن تنعقد به اليمين، ليش؟

طلبة: صفة من الصفات.

الشيخ: صفة من صفات الله، ليش؟

طلبة: كلام الله.

الشيخ: لأنه كلام الله، وكلام الله تعالى صفة من صفاته، لكن نصَّ على القرآن؛ لأن القرآن عند الجَهْمِيَّة مخلوق من المخلوقات، وكذلك عند الأشْعريَّة هو مخلوق من المخلوقات، عرفتم؟ الأشاعرة قالوا قولًا لا يقبله العقل في مسألة الكلام، قالوا: كلام الله هو المعنى القائم بنفسه، وما يُسْمَع فهو حروف وأصوات مخلوقة خلقها الله عز وجل لتُعَبِّر عمَّا في نفسه، وعلى زعمهم يكون القرآن؟

طلبة: مخلوق.

الشيخ: مخلوقًا، وهذا هو السر في أنَّ المؤلف رحمه الله نصَّ على القرآن، وإلَّا فقد يقول قائل: لا حاجة للنص عليه؛ لأنه من صفات الله، لكن نقول: لأن بعض أهل البدع يقولون بأن القرآن مخلوق، أما نحن فنقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.

<<  <  ج: ص:  >  >>