فالجواب: لو راعيت أيها الناذر الأسهل لم تنذر أصلًا، أنت الذي ألزمت به نفسك، وأما التتابع فإنه من البر؛ لأن الله تعالى اشترطه في الكفارة، ولولا أنه محبوب إلى الله -عز وجل- ما اشترطه، فهو إذن من البر، ثم على فرض أنه ليس من البر فأنت نذرت لله عز وجل عبادة موصوفة بصفة غير محرمة، فتكون الصفة تابعةً للموصوف، نذرت شهرين متتابعين، كونهما متتابعين غير محرم، وصوم الشهرين مشروع بالنذر، فيلزمك الوفاء به على ما شرطت.
ما الدليل على أنه يلزمه إذا كان بِنيَّة؟ الدليل هذا الحديث الأصل، الذي يعتبر عمدة وعماد لكل الأعمال الصالحة، وهو قول الرسول عليه الصلاة والسلام:«إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»(٢).