يُسَنُّ القيام عند (قد) من إقامتها، وتسوية الصف، ويقول: الله أكبر، رافعًا يديه مضمومَتَيِ الأصابع، ممدودة حذو منكبيه كالسجود، ويُسْمِعُ الإمامُ مَن خلفه كقراءته في أَوَّلَتَيْ غير الظُّهْرَيْنِ، وغيرُه نفسَه، ثم يقبض كوع يُسْرَاه تحت سُرَّتِه، وينظرَ مسجِدَه، ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرك.
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى يَسَّرَ أن نقرأ باب صفة الصلاة ليكون دورة كاملة، ونسأل الله أن يَمُنَّ علينا في فهمه وإتمامه، وصفة الصلاة كغيرها من صفات العمل الصالح لا بد للإنسان أن يعرفها؛ لأن من شرط قبول العبادة أن تكون موافقة للشريعة، ولا يمكن أن تعرف الموافقة للشريعة إلا إذا عرفت كيف يتعبد النبي صلى الله عليه وسلم لربه، وكلنا يعلم أن شرط العبادة الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم احتاج العلماء رحمهم الله إلى بيان كيفية الوضوء، بيان كيفية الصلاة، بيان كيفية الحج، حتى يكون الإنسان متأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، ولهذا ينبغي لنا عندما نتوضأ أو نصلي أن نستحضر شيئين:
أولا: أننا ممتثلون لأمر الله في ذلك، حتى يكون فعلنا عبادة حقًّا، تذلُّلًا لله عز وجل وطاعةً له، لننتبه لهذا، أننا عندما نقوم للوضوء نمتثل قول الله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ}[المائدة: ٦] حتى يكون فعلنا تَذَلُّلًا لله عز وجل وطاعة له.