للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما اليسرى فتبسط على الفخذ، وهذه إحدى الصفتين؛ فيه الصفة الثانية: أن اليد اليمنى تقدم حتى تكون على رأس الركبة، وهي مقبوضة واليد اليسرى تلقم الركبة، تلقم الركبة هكذا، وكلا الأمرين سنة، وإذا فعلت هذا مرة وهذا مرة فهو أفضل على حسب القاعدة التي ذكرناها.

ويقول: (التحيات لله والصلوات والطيبات) التحيات معناها: جميع التعظيمات لله عز وجل. وانظر إلى الجمع و (أل)، (أل) تفيد العموم، والجمع يفيد العموم، أي جميع التعظيمات المطلقة العظيمة لا يستحقها إلا الله عز وجل.

(والصلوات) نص عليها لأن الإنسان يذكر الله تعالى بها في الصلاة، وما المراد بالصلوات؟

المراد بالصلوات المفروضة والنافلة، كلها لله، ولا يجوز أن تصرف إلا لله عز وجل.

(والطيبات) الطيبات تشمل جهتين: من جهة الخالق عز وجل، ومن جهة المخلوق.

أما من جهة الخالق فمعناها أن جميع الأوصاف الطيبة والأفعال الطيبة لمن؟ لله؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ».

من جهة فعل المخلوق أن الله تعالى لا يقبل إلا الطيب؛ الطيبات من الأعمال، والطيبات من الأعمال ما وافق الشريعة، وما خالف الشريعة فليس بطيب.

إذن الطيبات لها معنيان؛ الطيبات من جهة الخالق، الطيبات من جهة المخلوق؛ فالله تعالى موصوف بالطيب، أفعاله طيبة، أقواله طيبة، أحكامه الشرعية طيبة، أحكامه الكونية طيبة، كل ما صدر منه جل وعلا فهو طيب.

كذلك أيضًا بالنسبة لفعل العبد: ليس لله إلا الطيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، لا من الأعمال، ولا من الأموال، ولا غيرها؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم: «إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا».

(السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) (السلام عليك) هذا دعاء أو خبر؟

طلبة: دعاء.

الشيخ: نعم. دعاء ولَّا خبر؟

الطلبة: دعاء.

الشيخ: دعاء، نعم، دعاء، تسأل الله تعالى أن يجعل السلام على نبيه عليه الصلاة والسلام، وما هو السلام؟

<<  <  ج: ص:  >  >>