فإذا قال قائل: أليس الله تعالى يقول: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا}[النور: ٦٣]؟ قلنا: بلى، قال الله ذلك، لكن ما معنى الآية؟ هل معناها: إذا ناديتموه لا تجعلوه كما تنادون -ينادي بعضكم بعضًا- ولكن نادوه بالنبوة أو بالرسالة؟ أو المعنى: لا تجعلوا دعاءه إياكم كدعاء بعضكم بعضًا، إن شئتم أجبتم وإن شئتم لا تجيبون؟
طلبة: كلاهما.
الشيخ: كلاهما، يعني: لا تدعوه باسمه كما يدعو بعضكم بعضًا، ولا تجعلوا دعاءه إذا دعاكم كدعاء بعضكم بعضًا؛ إن شئتم أجبتم وإن شئتم فلا.
قلنا: بلى لكن دعاءه إنشاء، و (اللهم صل على محمد) إخبار، وباب الإخبار أوسع من باب الإنشاء؛ فلذلك ينهى الرجل أن يقول: يا محمد، ولكن لا ينهى أن يقول: اللهم صل على محمد، بل هذا هو الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(وعلى آل محمد) من آله؟ آله قرابته؟ المؤمنون من أمته؟
الطلبة: نعم.
الشيخ: نعم، قال بعض الناس: الآل هم الأقارب. وهذا لا شك فيه، لكننا نعلم أننا إذا قلنا: إن آل الرسول أقاربه على الإطلاق دخل فيهم أبو لهب؛ ولهذا قال الشاعر أو الناظم:
آلُ النَّبِيِّ هُمُ أَتْبَاعُ مِلَّتِهِ
مِنَ الْأَعَاجِمِ وَالسُّودَانِ وَالْعَرَبِ
لَوْ لَمْ يَكُنْ آلُهُ إِلَّا قَرَابَتَهُ
صَلَّى الْمُصَلِّي عَلَى الطَّاغِي أَبِي لَهَبِ
لكنا نقول: الصحيح أن الآل إن قرنت بالأصحاب والتابعين فالمراد بها المؤمنون من قرابته، وأول من يدخل فيهم زوجاته، وأما إذا ذكر مفردًا مثل التشهد فالمراد بهم المؤمنون من أمته.
فإن قال قائل: وهل تأتي (آل) في اللغة العربية بمعنى الأتباع؟