شيخنا أبي منصور كان شيخاً صالحاً سديداً. وابنه الإمام أبو منصور موهوب بن أبي طاهر الجواليقي من أهل بغداد، كان من مفاخر بغداد بل العراق، وكان متديناً ثقة ورعاً غزير الفضل وافر العقل مليح الخط كثير الضبط، قرأ الأدب على أبي زكريا التبريزي والقاضي أبي الفرج البصري وتلمذ لهما وبرع في اللغة وصنف التصانيف وانتشر ذكره وشاع في الآفاق، وقرأ عليه أكثر فضلاء بغداد، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبا طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري وأبا الفوارس طراد بن محمد الزيني ومن بعدهم، سمعت منه الكثير وقرأت عليه الكتب مثل غريب الحديث لأبي عبيد وأمالي الصولي وغيرها من الأجزاء المنثورة، كانت ولادته في سنة ست وستين وأربعمائة، وتوفي يوم الأحد الخامس عشر من المحرم سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ودفن من يومه بباب حرب وصلى عليه قاضي القضاة الزينبي. وأبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن علي بن محمد الجواليقي مولى بني تميم من أهل الكوفة، سمع إبراهيم بن أبي العزائم وجعفر بن محمد الأحمسي وإبراهيم بن أبي حصين ومحمد بن العباس العصمي الهروي وخلقاً من هذه الطبقة، وقدم بغداد في حدود سنة عشر وأربعمائة، هكذا ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في تاريخ بغداد وقال: حدث بها وكتب عنه بعض أصحابنا ولم يقدر لي لقاؤه ولكنه كتب إلي إجازة لجميع حديثه من الكوفة، وكان ثقة، وبلغنا أنه توفي بمصر في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. وأبو بكر محمد بن علان بن شعيب الجواليقي يعرف بهريسة، من أهل بغداد، حدث عن موسى بن إسحاق الأنصاري