وأبو حفص بن شاهين وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق وجماعة آخرهم أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز. وقال إسماعيل الخطبي وجه إلي الراضي بالله ليلة عيد فطر فحملت إليه راكباً بغلة ودخلت عليه وهو جالس في الشموع فقال: يا إسماعيل! إني قد عزمت في غد على الصلاة بالناس في المصلى فما الذي أقول إذا انتهيت في الخطبة إلى الدعاء لنفسي؟ قال: فأطرقت ساعة ثم قلت: يا أمير المؤمنين! "رَبِّ أوْزِعْنِي أنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ التي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصالحين". فقال لي: حسبك. ثم أمر لي بالانصراف وأتبعني بخادم فدفع إلي خريطة فيها أربعمائة دينار؛ وكانت الدنانير خمسمائة فأخذ الخادم لنفسه منها مائة دينار أو كما قال. وكانت ولادة الخطبي في المحرم سنة تسع وستين ومائتين، ومات في جمادى الآخرة سنة خمسين وثلاثمائة.
الخطفي: بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة والفاء وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه اللفظة لقب جد جرير بن عطية بن الخطفي، واسمه حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان التميمي، أحد الشعراء المعروفين، أدرك الصحابة، ومدح الخلفاء، واجتمع جماعة منهم على باب عمر بن عبد العزيز فما أذن لواحد منهم إلا لجرير، وكان حسن القول متين الشعر جيد النظم. ومن أولاده عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطية بن الخطفي الشاعر،