ابن المبارك. وأبو بكر محمد بن عبد الرحيم الأندغني، فقيه فاضل مناظر تقي، تفقه على منصور السرخسي وكان يدرس الفقه بالعجمية بالجامع برأس الصيارفة ويعظ؛ قتل في رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة في وقعة الغز.
الأندقي: بفتح الألف وسكون النون وفتح الدال المهملة وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى أندقي وهي قرية من قرى بخارا على عشرة فراسخ، منها أبو المظفر عبد الكريم بن أبي حنيفة بن العباس الأندقي، وقيل: أبو المظفر من أهل أندقي، كان إماماً فاضلاً زاهداً ورعاً حسن السيرة متواضعاً، تفقه على الإمام أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني وبرع في الفقه وسمع منه الحديث ومن أبي طاهر محمد بن علي بن أحمد الإسماعيلي وأبي إبراهيم إسماعيل بن محمد بن عبد الله المزكي وأبي نصر أحمد بن علي بن منصور السني وأبي حامد أحمد بن محمد بن عبد الله بن ماما الأصبهاني وغيرهم، روى لنا عنه أبو عمرو عثمان بن علي البيكندي ببخارا ولم يحدثنا عنه سواه؛ ولد بعد الأربعمائة، وتوفي في شعبان سنة إحدى وثمانين وأربعمائة. وأما سبطه أبو محمد الحسن بن الحسين الأندقي، شيخ وقته، وصاحب الطريقة الحسنة في تربية المريدين ودعاء الخلق إلى الله مع ما رزقه الله تعالى من صفاء الوقت ودوام العبادة وملازمة الرياضة واتباع الأثر واستعمال السنة والآداب المنقولة عن النبي ﷺ، صحب الإمام يوسف بن أيوب الهمداني وكان من خواص مريديه وصحبه في السفر إلى خوارزم وبغداد، لقيته أولاً بمرو في خانقاه الشيخ ولم أكن عرفته ثم