السِّنجي: هذه النسبة إلى سنج، بكسر السين المهملة، وسكون النون، وفي آخرها جيم، وهي قرية كبيرة من قرى مرو، على سبعة فراسخ منها، بها الجامع والسُّوق، وقيل: إن طولها فرسخ واحد، ونزل عسكر الغز لمحاصرة حصن بها شهراً كاملاً، وكانوا يحاربون أهل الحصن فلم يقدروا عليها في رجب سنة خمسين وخمسمائة، ثم حاصروها غير مرة شهرين فثلاثة، إلى أن صالحوها بعد جهد في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وكنت المتوسط فيه، كان بها ومنها جماعة من العلماء قديماً وحديثاً.
فمن القدماء: أبو داود سليمان بن معبد بن كوسجان السنجي. يروي عن يزيد بن هارون، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وعمرو بن عاصم الكلابي، وأبي النعمان عارم بن الفضل السدوسي. ومعلى بن راشد، وعبد الرزاق بن همام، وكان أديباً وشاعراً عالماً برواة الأخبار، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي. روى عنه مسلم بن الحجاج القشيري، وأبو داود السجستاني. وابنه أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، مات في ذي الحجة سنة سبع وخمسين ومائتين بقرية سنج، وأنا أمرت أهل تلك القرية بتجديد قبره، وكتبت على آجّر اسمه ووفاته، ونفذته إلى القرية ليوضع على لوح قبره، وهو في صحراء محلة يقال لها: تزن. وإبراهيم بن عصام السنجي. سمع سليمان بن معبد، وسويد بن سعيد.
وأبو علي الحسين بن شعيب السنجي، فقيه أهل مرو في عصره، وهو صاحب أبي بكر القفَّال وأنجب تلامذته، وأول من جمع بين طريقتي العراق وخراسان، كتب بنيسابور عن السيد أبي الحسن محمد بن الحسين العلوي، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وببغداد عن أصحاب