ذكره الغزال؛ توفي سنة ثمان وسبعين ومائتين، يروي عن الحسين بن حفص.
البابكي: بالألف بين الباءين الموحدتين المفتوحتين وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى البابكية وهم طائفة من أتباع بابك خرم دين رجل خرج في زمان المأمون ببلاد الأذربيجان واشتدت شوكتهم في أيام المعتصم وكسر جيوش المسلمين عدة نوب إلى أن كفى الله المسلمين شره وظفر به أفشين صاحب جيش المعتصم وحمله إلى سامراء وأمر المعتصم بصلبه حياً، فقال فيه البحتري في قصيدته التي أولها:
زعم العرب منبئ الأنباء … أن الأحبة آذنوا بتنائي
"يقول فيها"
ما زلت تقرع باب بابك بالقنا … وتزوره في غارة شعواء
حتى أخذت بنصل سيفك عنوة … منه الذي أعيا على الخلفاء
أخليت منه البذ وهي قراره … ونصبته علماً بسامراء
وبقي من البابكية اليوم جماعة بجبال البذامة مقهورة لأمراء أذربيجان وهم خرمية ولهم ليلة في كل سنة يجتمع فيها رجالهم ونساؤهم ويطفئون فيها سرجهم وشموعهم ويثب فيها كل رجل منهم على من ظفر بها من نسائهم ويدعون مع هذا الخزي نبوة رجل كان من ملوكهم قبل الإسلام يقال له شروين ويزعمون أنه كان أفضل من محمد المصطفى ﷺ ومن سائر الأنبياء ﵈، وهم إلى هذا الزمان ينوحون عليه في محافلهم وخلواتهم ومناجاتهم، وغثاء بجبال همذان يقال لها الشروينيه نسبت إلى هذه النحلة.