كان من أئمة أصحاب الشافعي ﵀ في الفقه، كتبنا عنه باشتيخن مرات، يروي عن محمد بن يوسف الفربري والحسن بن صاحب الشاشي وغيرهما؛ مات باشتيخن غرة رجب سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. وأبو الليث نصر بن الفتح بن أحمد الإشتيخني، يروي عن أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي وأبي موسى عمران بن إدريس الخثعمي وغيرهما، روى عنه أبو نصر الملاحمي.
الأشج: بفتح الألف والشين المعجمة وفي آخرها الجيم، هذا اللقب عرف به أبو عمرو عثمان بن الخطاب بن عبد الله بن عوام البلوي الأشج المغربي المعروف بأبي الدنيا هو من مدينة بالمغرب يقال لها: رندة، كان يروي عن علي بن أبي طالب ﵁، وعاش دهراً طويلاً، والعلماء من أهل النقل لا يثبتون قوله ولا يحتجون بحديثه، وقيل: إنه قدم بغداد بعد سنة ثلاثمائة وحدث بالبواطيل عن علي بن أبي طالب ﵁، روى عنه الحسن بن محمد بن ابن أخي طاهر العلوي وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المفيد وغيرهما، وكان يقول: إنه ولد في أول خلافة أبي بكر الصديق ﵁، فلما كان في زمن علي بن أبي طالب ﵁ خرجت أنا وأبي نريد لقاءه فلما صرنا قريباً من الكوفة لحقنا عطش شديد وكان أبي شيخاً كبيراً فقلت له: أجلس حتى أدور أنا في الصحراء فلعلي أقدر على ماء، فجلس ومضيت أطلب فلما كنت منه غير بعيد لاح لي ماء فصرت إليه فإذا بعين ماء وبين يديها شبيه بالبركة أو الوادي من مائها فنزعت ثيابي واغتسلت من ذلك الماء وشربت ثم قلت: أمضي وأجيء بأبي فهو غير بعيد، فجئت وقلت له: قم! فقام ومضينا نحو العين والماء فلم نر شيئاً فلم يقدر أبي على النهوض فلم يزل يضطرب حتى