منزوياً في قريته، وكان يزرع الشعير بيده، وكان يطحنه ويأكل منه، وكان الناس يعتقدون فيه ويتبركون فيه، حدث بشيء يسير عن أبيه، روى عنه جماعة من مشايخنا، وحدثني عنه أبو المظفر محمد بن محمد بن أحمد الصابري الواعظ بهراة، وكانت وفاته في شهر رمضان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة بقرية دلغاطان. وصاحبنا وصديقنا أبو بكر فضل الله بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الدلغاطاني الباري، من هذه القرية، كان من أهل العلم والفضل راغباً في تحصيل العلم محباً له، أفنى عمره في طلبه، يعرف اللغة والأصول والفقه، ورغب في طلب الحديث، وبالغ فيه كبر السن ومعرفته، وكان يحثني على إتمام هذا الكتاب ويعجبه هذا المجموع، وهو عازم على كتابته نفعه الله وإيانا بالعلم، وكانت ولادته بدلغاطان في سنة تسع وثمانين أو تسعين وأربعمائة - قاله ظناً. ومن القدماء أبو سهل نصر بن الحكم بن حامد الطهماني الدلغاطاني سمع قتيبة بن سعيد وسعيد بن هبيرة وغيرهما - هكذا ذكره أبو زرعة السنجي في تاريخه - وقال: دلغاتان بالتاء ثالث الحروف.
الدلفي: بضم الدال المهملة وفتح اللام وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى دلف، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه إن شاء الله، منهم أبو علي