بعد سنة سبعين وأربعمائة ومات بعد سنة أربعين وخمسمائة إن شاء الله. ومن القدماء أبو محمد بن عبد العزيز التنوخي الدمشقي من أهل دمشق، كان من العلماء الثقات المكثرين، يروي عن الزهري ومكحول، روى عنه الثوري والوليد بن مسلم ومحمد بن ربيعة وغيرهم، وكان أبو مسهر الغساني يقدم سعيد بن عبد العزيز على الأوزاعي، وقال أبو حاتم الرازي: ليس بالشام رجل أصح حديثاً من سعيد بن عبد العزيز، وسعيد والأوزاعي عندي سواء وقال الوليد بن مزيد البيروتي، كان الأوزاعي إذا سئل عن مسألة وسعيد بن عبد العزيز حاضر قال سلوا أبا محمد؛ قال العباس فظننا إنما كان يفعل ذلك لسن سعيد بن عبد العزيز حتى سألت أبا مسهر عن سنهما فقال سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ولد الأوزاعي قبل أن يجتمع أبواي؛ قال العباس إنما فعله تعظيماً. قال أبو حاتم فيما حكي ابنه عنه: لا أقدم بالشام بعد الأوزاعي على سعيد بن عبد العزيز أحداً، والأوزاعي أكبر منه.
التنوري: بفتح التاء ثالث الحروف وضم النون بعدهما الواو وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى التنور وعملها وبيعها، والمشهور بهذه النسبة أبو معاذ أحمد بن إبراهيم الحمري الجرجاني يعرف بالتنوري من أهل جرجان حدث عن إسماعيل بن إبراهيم الجرجاني، روى عنه الإمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وقال كتبت عنه في الصغر ولم أدخل عنه في المصنفات، ولم يكن بشيء. ومحمد بن عمرو التنوري بن بنت عبد الوارث، يروي عن محمد بن فضيل وعبد الله بن إدريس وعبد الله بن داود الخريبي وروح بن عبادة، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال: لا بأس به.