ويفرحون بما يذكره على رؤوس الملأ من الأسانيد، ولم أرهم قط غمزوه في إسناد أو اسم أو حديث، وكتب بمكة عن إمام أهل البيت أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا، وذكر أبو الوليد الفقيه قال: كان أبو محمد البلاذري يسمع كتاب الجهاد من محمد بن إسحاق وأمه عليلة بطوس وكان المجلس غداة الخميس وكان أبو محمد يخرج من الطبران غداة الأربعاء فيحضر غداة الخميس المجلس، ثم ينصرف إلى الطابران فيشهد الجمعة بها. وحكى عن أبي محمد البلاذري أنه قال: لم تكن لي همة في سماع الحديث أكبر من التخريج على كتاب مسلم فلما انصرفت من الرحلة أخذت في التخريج عليه وأفنيت عمري في جمعه، قال الحاكم: واستشهد بالطابران سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. وابنه أبو زكريا يحيى بن أبي محمد البلاذري، سمع بطوس أبا عبد الله بن أيوب وأبا محمد الحسن بن ابي خراسان، وبنيسابور أبا حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز وأبا بكر محمد بن الحسين القطان وطبقتهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: توفي بالنوقان في شهر رمضان سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
البلاساغوني: بفتح الباء الموحدة والسين المهملة بين اللام ألف والألف وضم الغين المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بلاساغون وهي بلدة من ثغور الترك وراء نهر سيحون قريبة من كاشغر، خرج منها جماعة من الأئمة والعلماء، منهم أبو عبد الله محمد بن موسى البلاساغوني المعروف بالترك، تفقه ببغداد على القاضي أبي عبد الله الدامغاني وقرأ عليه