الكثيري: بفتح الكاف وكسر الثاء المثلثة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى كثير، وهو اسم رجل؛ والمنتسب إليه: أبو الفضل جعفر بن الحسين بن منصور بن الحسن بن منصور البياري الكثيري، وإنما عرف بهذه النسبة، لأن جده لأمه أبا القاسم كثيراً كان عارضاً لمحمود بن سبكتكين فنسب إليه، وهو من أهل بيار، وعرف بالناصح، كان شيخاً فاضلاً، عالماً بالأدب، والشعر، وتعبير الرؤيا، وكان يحفظ من أشعار المتقدمين والمتأخرين شيئاً كثيراً. سمع بنيسابور أبا سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، والأديب أبا القاسم أسعد بن علي البارع الزوزني، وطبقتهما. لقيته أولاً بمرو، ثم ببخارى، ثم بسمرقند، وكتبت عنه شيئاً من شعره، فمن جملة ما أنشدني إملاء من حفظه لنفسه، بسمرقند، وكان قد أخبر بقتل ابنه:
توالت غمومي فلم لا تولت … وجلت همومي فلم لا تجلت
ووعد الإله وقول النبي … إذا ما الهموم توالت تولت
وكانت ولادته في رجب، سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، ببيار.