ثم عزم على العبادة فجرب نفسه سنة على السكوت، وكان يحضر المجلس وهم يخوضون وهو لا ينطق، فلما أتى عليه سنة وعلم أنه يصبر أنه لا يتكلم في العلم غرق كتبه في الفرات ولزم العبادة، فورث عشرين ديناراً أكلها في عشرين سنة ثم مات، لم يأخذ من السلطان عطية ولا قبل من الإخوان هدية!.
وكهمس بن الحسن العابد، من أهل البصرة، يروي الرقائق، ماله حديث مسند يرجع إليه. روى عنه البصريون الحكايات.
وأبو جعفر محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم العابد المعروف بالطوسي، من أهل بغداد، كان زاهداً عابداً متقللاً من الدنيا، له حكايات مع معروف الكرخي: حديث السفرجلة وإفطاره عليها، وكان محدثاً ثقة، يروي عن إسماعيل بن عُلية، وسفيان بن عيينة، وحجاج بن محمد الأعور، وروح بن عبادة، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وعفان بن مسلم وغيرهم. روى عنه محمد بن عبد الله المطَّين الحضرمي، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وأبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي. ومات في شوال سنة أربع وخمسين ومائتين عن ثمان وثمانين سنة.