وكانت ولادته سنة ثمان عشرة ومائتين، وحدث في رجب سنة عشرين وثلاثمائة فتكون وفاته بعد هذا التاريخ. وأما الجارودية ففرقة من الزيدية من الشيعة وهم أصحاب أبي الجارود نسبوا إليه، زعموا أن النبي ﷺ نص على إمامة علي بالوصف دون التسمية وأن الناس كفروا بتركهم الاقتداء به بعد النبي ﷺ، ثم بعده الحسن، ثم الحسين، ثم إن الإمامة شورى في ولدهما فمن خرج منهم داعياً إلى سبيل ربه وكان عالماً فاضلاً فهو الإمام. وهؤلاء إنما أكفرناهم بقولهم بتكفير الصحابة وقد تجامعت الجارودية بعد هذه الجملة فزعم قوم منهم أن الإمام محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن فانتظروه كما انتظره قوم من المغيرية وأنكروا قتله، وانتظرت طائفة منهم محمد بن القاسم صاحب الطالقان، وقد أسر في أيام المعتصم وحمل إليه فحبسه في داره وأظهر موته، فزعموا أنه حي لم يمت؛ وانتظرت طائفة منهم يحيى بن عمر صاحب الكوفة في أيام المستعين، وحمل رأسه إلى محمد بن عبد الله بن طاهر حتى قال فيه بعض العلوية:
قتلت أعز من ركب المطايا … وجئتك أستلينك في الكلام
وعز عليك أن ألقاك إلا … وفيما بيننا حد الحسام
الجاري: بفتح الجيم والراء المهملة، هذه النسبة إلى الجار وهي بليدة على الساحل بقرب مدينة رسول الله ﷺ، والمنتسب إليها أبو عبد الله سعد بن نوفل الجاري، كان عامل عمر ﵁ على