عنه وآثر العزلة مدة، ثم دوخ البلاد وجال في أطراف خراسان والعراق، وخرج إلى مصر وسكنها إلى حين وفاته، وأكرم مورده، ومما يقول في الحنين إلى وطنه:
لم يطلع البدر في إيران مبتسماً … إلا وجدت رسيس الشوق في كبدي
الشاري: بفتح الشين المعجمة، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى الشراة، وهو الخوارج، والنسبة إليهم: الشاري.
الشاشي: بالألف الساكنة بين الشينين المعجمتين، هذه النسبة إلى مدينة وراء نهر سيحون، يقال لها الشاش وهي من ثغور الترك. خرج منها جماعة كثيرة من أئمة المسلمين، منهم: عبد الله بن أبي عوانة الشاشي، سمع منه محمد بن إسماعيل البخاري، وجعفر بن محمد الفريابي وغيرهما.
وابن أخيه أبو علي الفضل بن العباس بن أبي عوانة الشاشي، رحل إلى مرو، والعراق، وسمع علي بن حجر، وأحمد بن حنبل، روى عنه أهل بلده. مات سنة ست وثمانين ومائتين.
والإمام أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي، أحد أئمة الدنيا في التفسير والحديث والفقه واللغة، ولد سنة إحدى وتسعين ومائتين ومات سنة ست وستين وثلاثمائة.