هذه النسبة إلى القُفص، وهي قرية على دجلة، من أعمال الدجيل على ثلاثة فراسخ منها، وهي خبثة، وكانت من متنزهات بغداد، اجتزت بها، وجماعة من الشعراء وصفوا هذا الموضع، وذكروه في أشعارهم. أنشدني أبو سعد بن الزوزني، إملاءً من حفظه، ببغداد أنشدني عاصم بن الحسن الكرخي لنفسه:
يا صاحبي بالقفص لا صاحبي … بأربعٍ بالجزعِ أدراسِ
عرج على ديرٍ بقطربُّلٍ … وانزل بقسيس وشماسِ
واشرب على الآس ووجه الذي … سار به في حضرة الآس
ودغدغ الكأس فإني امرؤٌ … يعجبني دغدغةُ الكاسِ
وأبو العباس أحمد بن الحسن بن أحمد بن سلمان القفصي، شيخ صالح، يسكن باب المراتب ببغداد. سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، وأبا الحسن عليّ بن الحسين بن أيوب، وغيرهما. وقال لي: كتبتُ على كبر السن. سمعتُ منه، وكان شيخاً صالحاً، على زيِّ الصوفية، وقال: ولدتُ بالقفص، في سنة ست وستين وأربعمائة. وتوفي ببغداد.