إلى نيسابور وكان خروجه بسببي لأني رغبت في الرحلة لسماع حديث مسلم بن الحجاج القشيري فسمع معي الصحيح وعزم على الرجوع إلى الوطن وتأخرت عنه مختفيا لأقيم بنيسابور بعد خروجه فصبر إلى أن ظهرت ورجعت معه إلى طوس وانصرفت باذنه إلى نيسابور ورجع هو إلى مرو وأقمت انا بنيسابور سنة وخرجت منها إلى أصبهان ولم أره بعد ذلك، وكانت ولادته في سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وتوفى في الثالث والعشرين من شوال سنة اربع وثلاثين وخمسمائة. وصل إلى نعيه وأنا ببغداد وعقدنا له العزاء بها وأمة اللَّه حرة أختي، امرأة صالحة عفيفة كثيرة الدرس للقرآن مديمة للصوم راغبة في الخير وأعمال البر، حصل لها والدي الإجازة عن أبي غالب محمد بن الحسن الباقلاني البغدادي، قرأت عليها أحاديث وحكايات بإجازتها عنه. وكانت ولادتها في رجب من سنة احدى وتسعين وأربعمائة.
فهذه الجماعة الذين حدثوا من بيتنا - واللَّه تعالى يرحمهم».
ومن أحبّ الزيادة في اخبارهم فليراجع تراجمهم في طبقات الشافعية وغيرها.
[اسمه ونسبه وكنيته ولقبه]
هو عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبار بن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبد اللَّه، أبو سعد تاج الإسلام السمعاني المروزي، وسياق النسب بعد (جعفر) أثبته أبو سعد نفسه كما تقدم في ذكر سلفه وكذا أثبته زميله ابن عساكر كما في تقييد ابن نقطة وغيره، وذكر ابن نقطة ان يحيى بن مندة وشيرويه ساقا النسب إلى جعفر ثم قالا «بن سمعان» ولم يزيدا. قال المعلمي: ليس هذا بخلاف وإنما نسبا جعفرا إلى الجد الأعلى وهو (سمعان) الّذي ذكر أبو سعد عن أهله انه بطن من تميم، وليس معنى هذا انه بطن قديم معروف في الجاهلية فان علماء النسب لا يعرفون ذلك، وإنما سمعان واللَّه اعلم تميمي كان هو أو ابنه في زمن الصحابة وكان فيمن