المحاسبي: بضم الميم، وفتح الحاء، وكسر السين المهملة، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه نسبة أبي عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي، وقيل له هذه النسبة لأنه كان يحاسب نفسه، وقيل كانت له حصى يعدها ويحسبها حالة الذكر. والحارث أحد من اجتمع له الزهد والمعرفة بعلم الظاهر والباطن، وحدث عن يزيد بن هارون ومحمد بن كثير الكوفي وغيرهما، روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي وغيره، وله كتب كثيرة في الزهد وفي أصول الديانات والرد على المخالفين من المعتزلة والرافضة وكتبه كثيرة الفوائد جمة المنافع. ذكر أبو علي بن شاذان يوماً كتاب الحارث في الدماء، فقال: على هذا الكتاب عول أصحابنا في أمر الدماء التي جرت بين الصحابة. وقال الجنيد: مات أبو الحارث المحاسبي يوم مات وإن الحارث لمحتاج إلى دانق فضة وخلف مالاً كثيراً وما أخذ منه حبة واحدة وقال: أهل ملتين لا يتوارثان، وكان أبوه واقفيا. وقال أبو علي بن خيران الفقيه رأيت الحارث المحاسبي في باب الطاق في وسط الطريق متعلقاً بأبيه والناس قد اجتمعوا عليه يقول له: طلق أمي فإنك على دين وهي على غيره. وكان أحمد بن حنبل يكره للحارث نظره في الكلام وتصانيفه الكتب فيه ويصد الناس عنه. وقال أبو القاسم النصراباذي: بلغني أن الحارث المحاسبي تكلم في شيء من الكلام فهجره أحمد بن حنبل فاختفى في داره ببغداد ومات فيها ولم يصل عليه إلا أربعة نفر سنة ثلاث وأربعين ومائتين.