المبرد دخلت على الجاحظ في آخر أيامه وهو عليل فقلت له كيف أنت؟ فقال كيف يكون من نصفه مفلوج ولو نشر بالمناشير ما أحس به ونصفه الآخر منقرس لو طار الذباب بقربه لآلمه والآفة في جميع هذا أني قد جزت التسعين، ثم أنشدنا:
أترجو أن تكون وأنت شيخ … كما قد كنت أيام الشباب
لقد كذبتك نفسك ليس ثوب … دريس كالجديد من الثياب
ومات الجاحظ في المحرم سنة خمس وخمسين ومائتين. والجاحظية تزعم أن المعارف ضرورية الطباع وليس شيء منها من أفعال العباد، ووافق ثمامة بن أشرس في قوله إن العباد ليس لهم فعل غير الإرادة. وهذا يوجب أن لا يكون الصلاة والصوم والحج والعمرة والجهاد من اكتساب العباد وأن لا يكون الزنا وشرب الخمر من اكتسابهم لأن هذه الأفعال غير الإرادة وفي هذا إبطال الثواب على العبادات وإبطال العقاب على المعاصي.
الجاذري: بفتح الجيم والذال المعجمة بعد الألف بعدها راء، هذه النسبة لبعض أهل واسط ولعله من سوادها أو سواد فم الصلح وبينهما ست