الانصراف ناداني أبو الحسين: يا أبا الفتح لا تبع الخفين، ولا تبع القوس، فإن الله سيأتيك برزق من عنده، أو كما قال.
وحكى أبو طاهر العلاف قال: حضرت أبا الحسين بن سمعون يوماً في مجلس الوعظ وهو جالس على كرسيه يتكلم، وكان أبو الفتح القواس جالساً إلى جنب الكرسي، فغشيه النعاس ونام، فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة حتى استيقظ أبو الفتح ورفع رأسه، فقال له أبو الحسين: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في نومك؟ قال: نعم، فقال أبو الحسين: لذلك أمسكت عن الكلام خوفاً أن تنزعج وتنقطع عما كنت فيه، أو كما قال.
وقال أبو محمد الخلال: قال لي ابن سمعون: ما اسمك؟ فقلت: حسن، فقال: قد أعطاك الله الاسم فسل أن يعطيك المعنى. وكانت وفاته في ذي القعدة أو ذي الحجة سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. هكذا قال أبو نعيم الحافظ. وقال أبو الحسن العتيقي: إنه توفي في النصف من ذي القعدة، ودفن بشارع العباسيين، فلم يزل هناك حتى نقل في الحادي عشر من رجب سنة ست وعشرين وأربعمائة، ودفن بباب حرب. وقيل: إن أكفانه لم تكن بليت بعد.
السمعي: بكسر السين المهملة، وفتح الميم، وقيل بسكونها، وفي آخرها العين المهملة.
والسمع: ولد الذئب من الضبع، وظني أنه بطن من طهية.
والمشهور بالنسبة إليها: أبو رهم أحزاب بن أسيد، ويقال: أسيد السمعي الطهوي من التابعين. يروي عن أبي أيوب الأنصاري. روى عنه مكحول وخالد بن معدان.
وذكر الأمير ابن ماكولا في كتاب الإكمال في هذه الترجمة السمعي بفتح السين المهملة، والميم المفتوحة أيضاً، ثم قال: هو أبو رهم السمعي واسمه أحزاب بن أسيد الظهري، بفتح الظاء، ومن قال بكسرها فهو خطأ.