في التاريخ، وقال: قدم مصر على القضاء فأقام بها طويلاً، وكان شيئاً عجيباً ما رأيت مثله قبله ولا بعده، وكان يتفقه على مذهب أبي ثور صاحب الشافعي وعزل عن القضاء سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وكان سبب عزله أنه كتب يستعفي من القضاء ووجه رسولاً إلى بغداد يسأل في عزله، وكان قد أغلق بابه وامتنع من أن يقضي بين الناس وكتب بعزله وأعفى فحدث حين جاء عزله وكتب عنه وكانت له مجالس أملى فيها على الناس ورجع إلى بغداد؛ وكانت وفاته ببغداد سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وكان ثقة ثبتاً حدث عن زيد بن أخرم وأبي الأشعث وطبقة نحوهما، روى عنه أبو القاسم عيسى بن علي الوزير.
الحربي: بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين وفي آخرها الباء المعجمة بواحدة، هذه النسبة إلى محلة، وإلى رجل، فأما النسبة إلى المحلة فهي الحربية، محلة معروفة بغربي بغداد. بها جامع وسوق، وسمعت أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ببغداد يقول إذا جاوزت جامع المنصور فجميع المحال يقال لها الحربية مثل النصرية والشارسوك ودار البطيخ والعتابيين، وغيرها، قال: كلها من الحربية. خرج منها جماعة من علماء الدين ومشاهير المحدثين يطول ذكرهم وشرحهم، وذكرت في الكتب، مثل إبراهيم بن إسحاق الحربي ومحمد بن هارون الحربي وإسحاق الحربي. وعلي بن عمر أبو الحسن الحربي، روى عنه أبو الحسين بن الغريق وأبو الحسين