قال فبلغت الأبيات الشيخ أبا أحمد فقال لي أعف عنه بشفاعتي ولا تذكرها بعد هذا، أو كما قال. قدم بغداد وحدث بها عن شريك بن عبد الله وأبي المليح الرقي ومسروح بن عبد الرحمن والمسيب بن شريك وعيسى بن عبد الله يونس وأبي معاوية الضرير ومحمد بن سلمة الحراني، روى عنه أبو القاسم بن محمد البغوي؛ وقال أبو علي صالح بن محمد جزرة الحافظ: عمر بن زرارة الحدثي ببغداد شيخ مغفل، وذكر قصة، وقال أبو الحسن الدارقطني عمر بن زرارة الحدثي ثقة من مدينة في الثغر يقال لها الحدث؛ فأما عمرو بن زرارة فهو نيسابوري ثقة أيضاً، قال أبو بكر البرقاني: يحدث عنهما منيع. وأخطأ في ذلك إنما يروي ابن منيع عن عمر، ولا يروي عن عمرو شيئاً. وأبو شهاب مسروح الحدثي من ساكني مدينة حدث، روى عنه سفيان الثوري، قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه وعرضت عليه بعض حديثه فقال: لا أعرفه: وقال: يحتاج أن يتوب إلى الله من حديث باطل رواه عن الثوري. والحدثية طائفة من المعتزلة أصحاب فضل الحدثي وهو من أصحاب النظام وهي مثل الفرقة الخابطية وقد ذكرت بعض مقالتهم في الخابطية وكانا يطعنان في النبي ﷺ في نكاحه، وتقولان: كان أبو ذر الغفاري أزهد منه. وفي هذا تعريض منهما بمذاهب المانوية الذين دعوا الناس إلى ترك نكاح النساء وإباحة اللواطة لإفساد النسل لكي يتخلص الأرواح عن مزاج الأبدان، وليس للثنوية والمجوس شر إلا وهو موجود في قول بعض شيوخ المعتزلة مع اشتراك المعتزلة والمجوس في إن الخالق