للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خجند سنة ثلاث ومائة في خلافة يزيد بن عبد الملك بن مروان، خرج منها جماعة من أهل العلم في كل فن، منهم أبو عمران موسى بن عبد الله المؤدب الخجندي، كان أديباً فاضلاً صاحب حكم وأمثال، حدث عن أبي النضر بن أحمد بن الحكم البزاز السمرقندي بكتاب التفسير للكلبي، ذكره أبو سعد الإدريسي في كتاب تاريخ سمرقند وقال: أبو عمران المؤدب الخجندي، كنت في مكتبه بسمرقند، وكان حكيماً - كتب عنه من حكمته شيء غير قليل، ودون عنه كتب كثيرة، لم أسمعه يذكر من حكمه ولم أعلقها عنه فلما مات سمعت جملة من حكمه من محمد بن عبد الكريم بن علي الطبري، أظنه مات بها - يعني بسمرقند - قبل الستين والثلاثمائة. وأبو زكريا يحيى بن الفضل الوراق الخجندي، كان من كبار الناس، ممن جمع الآثار وجمع وخرج الكثير ورحل، وصنف كتاباً في الصحابة وجود، يروي عن هارون بن سعيد القرشي وسعيد بن هاشم الكاغذي وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وغيرهم، وفي الرحلة من قتيبة بن سعيد وصالح بن مسمار الكشميهني وعبد الله بن سلام وعبد الله بن أبي عرابة الشاشيان، روى عنه محمد بن حمدويه الشاشي وأبو سلمة أحمد بن حامد السمرقندي. وأبو حفص عمر بن هارون بن طالب الخجندي، شيخ صالح، مليح الشيبة، حسن السيرة، من مشايخ الصوفية، من أهل خجند، سكن حلب بالشام، سمع ببغشور القاضي أبا سعيد محمد بن علي بن أبي صالح الدباس، وببغداد أبا سعد عبد الجليل بن محمد بن الحسن الساوي، وبمكة أبا محمد عبد الملك بن الحسن بن بتنة الأنصاري، وغيرهم، ولم يكن له أصل بما سمع - على ما جرت به عادة الصوفية - رأيته أولاً ببغداد، ثم بحلب في سنة خمس وثلاثين، وكتبت عنه أبياتاً من