يقول غير مرة: ذكر صاحب كتاب المسالك والممالك فيه: مدائن فوشنج أربع: خرجرد، وفلجرد، وفوشينج - وذكر أخرى نسيتها. والمشهور بالنسبة إليها شيخنا الإمام أبو سعد إسماعيل بن أبي القاسم عبد الواحد بن إسماعيل الخرجردي نزيل هراة، كان من العلماء العاملين بعلمه. كثير العبادة، غزير الفضل، سمع أبا صالح المؤذن وأبا عمرو اللخمي وأبا بكر بن خلف الشيرازي وأبا القاسم الواحدي وغيرهم، سمعت منه أجزاء بمرو، وسكن هراة، وتوفي بها في جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وخمسمائة. وابن عمته الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن بشار الخرجردي مثل ابن خاله في الزهد والعلم ولزوم البيت، تفقه على الفقيه الشاشي بهراة، وعلى جدي الإمام وعبد الرحمن السرخسي بمرو، وبرع في الفقه، ولزم منزله بنيسابور في مدرسة البيهقي، يروي عن جماعة كثيرة من هذه الطبقة الحديث سمعت منه بنيسابور في النوبتين جميعاً في توجهي وانصرافي من العراق، ومات في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. وأما قرابتهما فهو صاحبنا أبو نصر عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الخطيبي الخرجردي، كان فقيهاً، تفقه على إسماعيل الخرجردي، وسمع الكثير بنيسابور، وكان كثير المحفوظ صالحاً مواظباً على الجماعات، كنت قد أستأنسه في المدرسة التميمية بمرو واحترق في وقعة الغز بمرو في المنارة بأسفل الماجان في رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة والله يرحمه.