كان قد راض نفسه وأجهدها، وكان ابتداء أمره أنه كان خربنده جا يكري الحمار ويحمل الأثقال عليه، وكان يقول وجدت الله في صحبة حمار يعني كنت خربنده جا لما فتح لي هذا الأمر وسلك لي في هذا الطريق. قصده السلطان محمود وجرت بينه وبينه حكايات عجيبة، وهو أنه لما أراد أن يدخل عليه مسجده قدم بعض أقربائه ليتقدم إلى الشيخ وهل يعرف الشيخ أنه محمود أم لا؟ فلما رآه الشيخ أبو الحسن نادى: يا محمود ? قدم من قدمه الله - قال بالعجمية: آنراكه خداي فرابيش كرده است بكويدت كه فرابيش آيد. ثم جلس محمود بين يديه ووعظه ونصحه، وكان على باب المسجد غلام هندي ينظر إلى الشيخ فقال الشيخ له: تقدم يا غلام ? فتقدم، فقال: يا محمود؟ تعرف هذا الغلام؟ فقال: لا؛ ثم قال: كم يكون في عسكرك مثل هذا الأسود؟ قال: لعل يبلغ عددهم عشرة آلاف؛ فقال: ليس فيهم من الله تعالى نظر إلى قلبه إلا هذا، فقام محمود وعانقه وقال: آخ بيني وبينه، ثم قدم إليه صرراً من الدنانير فما قبلها، فقال محمود: فرقها على أصحابك؛ فقال: ما لشكر را بيستكاني داده ايم وتو اين بلشكر خويش ده - يعني أرزاق عسكرنا وأصحابنا أعدت لهم ووصلت إليهم، فأعد أنت هذا لعسكرك. مات الشيخ أبو الحسن الخرقاني في يوم الثلاثاء وهو يوم عاشوراء من سنة خمس وعشرين وأربعمائة وكان له يوم وفاته ثلاث وسبعون سنة.