شعوذ بن عمم بن نمارة بن لخم؛ والنعمان هو ابن الشقيقة وهي بنت أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان؛ وذلك أن يزدجرد الذي يسميه العرب الأثيم كان لا يبقى له ولد، فأصاب بهرام جور، فسأل عن منزل مرئ صحيح بري من الأدواء، فدل على ظهر الحيرة فدفع ابنه بهرام جور إلى النعمان، و (أمره) أن يبني له الخورنق مسكناً له وأن يخرجه إلى بوادي العرب فبنى له النعمان الخورنق وكان الذي بناه رجل من أهل الروم يقال له سنمار، فلما فرغ من بنائه تعجب من إتقان عمله وحسن بنائه، فقال لو علمت أنكم توفونني أجري وتصنعون بي ما أستأهل بنيته بناء يدور مع الشمس حيث ما دارت؛ فقال: وإنك لتقدر على ذلك مم لم تبنه؟ فأمر به فطرح من رأس الخورنق؛ وقيل أسس الخورنق سنمار لامرئ القيس أبي النعمان، ثم هرب سنمار فغاب عشرين سنة، ثم جاء وقد مات امرؤ القيس، فقال له النعمان: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: أردت أن يتمكن البناء وعرفت أنه لا يتمه غيري؛ فأتمه وفرغ منه، فلما استتم صعد هو والنعمان، فلما علاه أعجبه وقال له سنمار: إني لأعرف منه حجراً لو قلع لتقوض البنيان كله؛ قال: فأرنيه، فأراه إياه فقتله الملك من فوق رأس الخورنق فتقطع. وأما العجم فتقول: خرنكاه، يعني: مجلس الشراب بالعربية. وسمي السدير لأن العرب حين أقبلوا نظروا إلى سواد النخل فسدرت فيه عيونهم فقالوا: ما هذا إلا سدير. وقالت العجم: السدير إنما هو سه دلى يعني بيتاً في جوف بيتين.