وجل فنسب إلى الدار، لأنه كان مكفياً غير محتاج إلى تجارة أو إلى صنعة أو إلى عمل، وكان رب مال، وكان عمله الأخذ بالمسلمين كلام رب العالمين، وكان قد تصدق بجميع ماله مراراً، ولم يكن له شغل إلا العبادة، وكان يؤم بالصلوات الخمس في المسجد الحرام بالمسلمين حتى أتاه اليقين، مات سنة عشرين ومائة. وأما أبو طاهر ويقال أبو محمد عبد الرحيم بن زيد بن أحمد بن يوسف الداري النسفي هو من دار أبي عبد الرحمن معاذ بن يعقوب الزاهد، (و) كان رفيق أبي العباس المستغفري في الرحلة إلى خراسان. سمع بنسف أبا أحمد القاسم بن محمد بن القنطري، وبمرو أبا الفضل محمد بن الحسين الحدادي، وبالكشانية أبا علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني، وبسرخس أبا علي زاهر بن أحمد الإمام، وببخارى أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الإسماعيلي، وبأشتيخن أبا بكر محمد بن أحمد بن مت الإشتيخني وطبقتهم، قال أبو العباس المستغفري: مات شاباً قبل أن يحدث في رجب سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وسنه فوق الثلاثين، كنت علقت عنه حديثاً واحداً. قلت رأيت خطه على حائط القبة القديمة لأبي الهيثم محمد بن المكي الكشميهني بكشميهن مع أبي العباس المستغفري. وجماعة من أهل مكة نسبوا إلى عبد الدار بن قصي بن كلاب، وقيل له عبد الدار لأن أم ولد قصي حبي بنت حليل الخزاعية، قيل لما نكح قصي بن كلاب حبي بنت حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة - وأمها ناهية بنت حرام بن نصر بن عوف بن عمرو من خزاعة - ولدت له عبد الدار وعبد مناف وعبد العزي وعبدا فسمي عبد الدار بداره تلك ثم سمي عبد مناف بمناف وعبد العزي بالعزي. والمنتسب إلى عبد الدار هذا عبد الحميد بن عبد الله بن كثير الداري المكي القرشي، من بني عبد الدار، يروي عن سعيد بن ميناء، روى عنه عبد