بن مالك بن نصر بن الأزد - قبيل - بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان - الدريدي الدوسي الأزدي، بصري المولد، ونشأ بعمان، وتنقل في جزائر البحر والبصرة وفارس، وطلب الأدب، وعلم النحو واللغة، وكان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار، ورد بغداد بعد أن أسن فأقام بها إلى آخر عمره، حدث عن عبد الرحمن بن أخي الأصمعي وأبي حاتم السجستاني وأبي الفضل الرياشي، وكان رأس أهل العلم، والمقدم في حفظ اللغة والأنساب وأشعار العرب، وله شعر كثير رائق؛ روى عنه أبو سعيد السيرافي وعمر بن محمد بن سيف وأبو بكر بن شاذان البزاز وأبو عبد الله المرزباني وغيرهم، وكان يقال هو أعلم الشعراء وأشعر العلماء وقيل كان يقرأ عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها فيسابق إلى إتمامها ويحفظها؛ وكان أبو منصور الأزهري الهروي يقول: دخلت على ابن دريد فرأيته سكران فلم أعد إليه. وكان أبو حفص بن شاهين يقول: كنا ندخل على ابن دريد ونستحي منه مما نرى من العيدان المعلقة والشراب المصفي موضوع، وقد كان جاوز التسعين سنة. وحكى إسماعيل بن سويد قال: جاء إلى ابن دريد سائل فلم يكن عنده غير دن نبيذ فوهبه له فجاء غلامه فقال: الناس يتصدقون بالنبيذ؟ فقال: أيش أعمل لم يكن عندي غيره، فما تم اليوم حتى أهدى له عشر دنان، فقال لغلامه: تصدقنا بواحد وأخذنا عشرة. مات ابن دريد في شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وحملت جنازته إلى مقبرة الخيزران وإذا بجنازة أخرى مع نفر قد أقبلوا بها من ناحية باب الطاق فنظرنا فإذا هي جنازة أبي هاشم الجبائي، فقال الناس: مات علم اللغة والكلام بموت ابن دريد والجبائي، ودفنا جميعاً في الخيزران.