وأبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني شيخ الحرم في عصره، كان جليل القدر عالماً زاهداً، كان الناس يتبركون به حتى قال حاسده لأمير مكة: إن الناس يقبلون يد الزنجاني أكثر مما يقبلون الحجر الأسود؛ حدث عن جماعة من أهل الشام ومصر، سمع منه جدي الإمام أبو المظفر السمعاني وأبو الفضل المقدسي وأبو جعفر الهمداني، ولم يروي لنا عنه إلا الأستاذ أبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري، وتوفي بمكة بعد سنة سبعين وأربعمائة. وأبو محمد عبد الله بن موسى الزنجاني، يروي عن محمد بن إبراهيم الزنجاني، روى عنه علي بن إبراهيم القطان القزويني. وأبو حفص عمر بن الزنجاني، وصل بغداد، وسمع الحديث من أبي محمد الجوهري وغيره، ودرس الفقه على القاضي أبي الطيب الطبري، والكلام على أبي جعفر السمناني وحدث. وأبو جعفر محمد بن منصور بن محمد الزنجاني منها، كان أحد الجوالين في الآفاق، وكان فقيهاً فاضلاً متديناً سكن في آخر عمره إسترباذ، سمع أبا عبد الله محمد بن جعفر القضاعي وأحمد بن إبراهيم بن موسى الدقاق وأبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الفارسي وغيرهم، روى لنا عنه أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي بمرو وأبو نصر عبد الوهاب بن أحمد بن عبد السلام الخطيب باستراباذ، وتوفي بها في حدود سنة ثمانين وأربعمائة. وأبو عبد الله مكي بن بندار بن مكي بن عاصم