للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقبره مشهور يزار بمقبرة الحسين، وكان الأستاذ أبو سهل الصعلوكي يقول: حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق الشيخ الأوحد في فنه، الأكمل في وزنه، وكنا نقول في مكاتبنا: السراج كالسراج.

وأبو بكر محمد بن السري النحوي المعروف بابن السراج، كان أحد العلماء المذكورين بالأدب وعلم العربية، صحب العباس المبرد، وأخذ عنه العلم. روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي، وأبو سعيد السيرافي، وعلي بن عيسى الرماني، وكان ثقة، وحكى الرماني عنه قال: كان أبو بكر بن السراج يقرأ عليه كتاب الأصول الذي صنفه، فمر فيه باب استحسنه بعض الحاضرين فقال: هذا والله أحسن من كتاب المقتضب. فأنكر عليه أبو بكر ذلك، وقال: لا تقل هذا، وتمثل ببيت، وكان كثيراً يتمثل فيما يجري له من الأمور بأبيات حسنة، فأنشد حينئذ:

ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا … بكاها فقلت الفضل للمتقدم

قال: وحضر في يوم من الأيام بني له صغير، فأظهر من الميل إليه والمحبة له ما يكثر من ذلك، فقال له بعض الحاضرين: أتحبه أيها الشيخ؟ فقال متمثلاً:

أحبه حب الشحيح ماله … قد كان ذاق الفقر ثم ناله

مات في ذي الحجة سنة عشرة وثلاثمائة.

وأبو جعفر محمد بن عبد الله بن بكر بن واقد السراج، نزل الأهواز، من أهل بغداد، حدث بالأهواز عن مردويه صاحب الفضيل بن عياض. وعنه محمد بن عباد المكي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. روى عنه أهل فارس، وكان مستقيم الحديث، وكانت وفاته بسوق الأهواز في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين.

وأبو سلمة المغيرة بن مسلم الخراساني السراج، أخو عبد العزيز مولى القساملة ولدا بمرو وسكنا البصرة. روى عن جماعة من التابعين مثل عكرمة،