للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو عبيد القاسم بن سلام: انتهى العلم يعني علم الحديث إلى أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله بن المديني، ويحيى بن معين، وأبي بكر بن أبي شيبة، فكان أحمد أفقههم به، وكان علي أعلمهم به، وكان يحيى بن معين أجمعهم له، وكان أبو بكر بن أبي شيبة أحفظهم له. قال أبو يحيى الساجي راوي هذه الحكاية: وهم أبو عبيد وأخطأ، أحفظهم له سليمان بن داود الشاذكوني.

وكان الشاذكوني يتهم بشرب النبيذ وغير ذلك، وكان يتهم بوضع الحديث، وذكره البخاري فقال: هو أضعف عندي من كل ضعيف! وقال أبو عبد الرحمن النسائي: هو ليس بثقة، وكان عباس العنبري يقول: ما مات ابن الشاذكوني حتى انسلخ من العلم انسلاخ الحية من قشرها! ومات بالبصرة، وقيل: مات بأصبهان في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين ومائتين.

وحكى إسماعيل بن الفضل بن طاهر قال: رأيت سليمان الشاذكوني في النوم فقلت له: ما فعل الله بك يا أبا أيوب؟ قال: غفر لي. قلت: بماذا؟ قال كنت في طريق أصبهان أمر إليها فأخذني مطر، وكان معي كتب، ولم أكن تحت سقف ولا شيء، فانكببت على كتبي حتى أصبحت وهدأ المطر، فغفر الله لي بذلك.

قال أبو بكر بن مردويه الحافظ: وأبو أيوب الشاذكوني من بني منقر بن عبيد بن مقاعس، قدم أصبهان ست قَدَمَاتٍ، أول ما قدم سنة ٢٢٢ ومات بها سنة ست وثلاثين ومائتين.