وأبو الفضل أحمد بن محمد بن حمدون الفقيه الشرمقاني، كان أحد أعيان مشايخ خراسان في الأدب والفقه، وكثرة طلب الحديث بخراسان والعراقين والشام والجزيرة والحجاز، وسمع المسند الكبير والأمهات لأبي بكر بن أبي شيبة من الحسن بن سفيان، وكتب بنيسابور عن مسدد بن قطن القشيري، وجعفر بن أحمد الحافظ وأقرانهم، وبالعراق أبا القاسم البغوي، وبالشام أحمد بن عبثر، وبالجزيرة أبا عروبة الحراني وطبقتهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في التاريخ فقال: كان مكثر المقام بنيسابور، فلما قلدت المظالم بنسا جمع إلي جملة من كتبه وانتقيت عليه، وآخر ما فارقته بنسا في رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة، ثم توفي في الشرمقان يوم الثلاثاء الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة ست وستين وثلاثمائة.
وأبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقان المؤدب، نزل بغداد، وكان أحد حفاظ القرآن، ومن العالمين باختلاف القراءات ووجوهها، وحدث عن أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، وأبي القاسم عبيد الله بن أحمد الصيدلاني ومحمد بن بكران الرازي. قال أبو بكر الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقاً، وقال لي: سمعت من زاهر بن أحمد السرخسي