كان لداود ثلاثمائة درهم فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسه.
قال: وكنا ندخل عليه فلم يكن في بيته إلا بارية ولبنة يضع عليها رأسه، وإجانة فيها خبز، ومطهرة يتوضأ منها ومنها يشرب، وورث من أمة داراً، وكان ينتقل في بيوت الدار كلما خرب بيت من الدار انتقل منه إلى آخر ولم يعمره، حتى أتى على عامة بيوت الدار. قال: وورث من أبيه دنانير وكان ينفق منها حتى كفن بآخرها، وصام أربعين سنة ما علم به أهله وكان خزازاً وكان يحمل غداءه معه ويتصدق به في الطريق ويرجع إلى أهله يفطر عشاءً لا يعلمون أنه صائم. وقال شعيب بن حرب: دخلت على داود الطايي فأكربني الحر في منزله، فقلت له: لو خرجنا إلى الدار نستروح! فقال: أني لأستحيي من الله أن أخطو خطوةً لذةٍ. وكانت له داية تدق الخبز اليابس وتطرحه في قصعة وتصب فيه الماء ويشربه داود، فقالت له دايته: يا أبا سليمان أما تشتهي الخبز؟ قال: يا داية بين مضغ الخبز اليابس وشرب الفتيت قراءة خمسين آية! وكان محارب بن دثار يقول: لو كان داود الطايي في الأمم الماضية لقصَّ الله علينا من خبره! ومات داود بالكوفة سنة ستين ومائة، وقيل: سنة خمس وستين ومائة.
وأما أبو تمام: فهو: حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج