وأربعمائة، وكتب لي الإجازة في جميع مسموعاته، وروى لي عنه جماعة من رفقائنا وأصدقائنا، مثل: عسكر بن أسامة النصيبي ببغداد وهو حصل لي الإجازة منه والخضر بن ثروان الثعلبي ببلخ، وساعد بن فضائل المنبجي بنيسابور، وعلي بن مسعود الإسعردي بالرقة، وسلامة بن قيصر السنجاري بالقلعة المعروفة بجعبر وغيرهم. أنشدني أبو العباس الفارقي إملاءً من حفظه ببلخ. قال: أنشدني يحيى بن سلامة الطنزي لنفسه بميافارقين:
وخليع بت أعذله … ويرى عذلي من العبث
قلت: إن الخمر مخبثة … قال: حاشاها من الخبث!
قلت فالإرفاث يتبعها … قال: طيب العيش في الرفث!
قلت منها القئ، قال: أجل … صرفت عن مخرج الحدث
وسأسلوها، فقلت: متى؟ … قال: عند الكون في الجدث
وأبو عبد الله مروان بن عليّ بن سلامة بن مروان الطنزي، ورد بغداد، وتفقه بها على الإمام أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي، وبرع في الفقه، وسمع الحديث من أبي بكر أحمد بن عليّ بن الحسين الطريثيثي وغيره، ورجع إلى بلاده وسكن قلعة فنك موضع من ديار بكر وكان في الأحياء وقت وصولي إلى بلاد الجزيرة، ولم يتفق لي الاجتماع به، وحدثني عنه أصحابنا ورفقاؤنا مثل أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ بدمشق، وأبي الحسين سعد الله بن محمد بن عليّ الدقاق ببغداد، وكانت وفاته فيما أظن بعد سنة أربعين وخمسمائة.
وببغداد محله من نهر طابق خربت الساعة يقال لها: شارع الطنز، والنسبة إليها "طنزي" منها: