وأمر آخر لا بد من الإشارة إليه وهو أن النسخ كانت أحيانًا تتلاعب بالمواد تقديمًا وتأخيرًا كما فعلت م و ظ في باب الغين واللام ألف فقد جاءت المواد فيه على النحو التالي: الغلام فالغلابي فالغلاظي، وكذلك فعلتا في الفوراني والفوراردي، وفي الغيني والغيلي. في كل هذه المواد أخذت ترتيب ك لأنه يوافق الترتيب الألفبائي للحروف العربية.
وأما في الرجال فإني لم أترجم لأحدهم إلا إذا وقع فيه إشكال أو لبس أو اختلاف بين النسخ، حينئذ كان لا بد من العودة إلى كتب الرجال المعرفة الصواب واكتفيت في الترجمة بذكر الصواب فوق والإشارة إلى مصادره في الحاشية.
ومع ذلك فقد كان ثمة رجال لم أجد لها مصادر في كتب الرجال وذلك إما لأنهم مجهولون أو لأنهم قليلو الرواية للحديث، هؤلاء تركتهم دون ترجمة واكتفيت بذكر خلافات النسخ فيه.
وقد ينسى السمعاني فيترجم للرجل ثم يعيد هذه الترجمة مرة أخرى. في هذه الحالة آثرت إبقاء الترجمة الثانية على حالها محافظة على عمل السمعاني كما هو دون أي حذف أو تغيير، والمثال على ذلك في مادة الفلقي.
-٥ -
وحاولت التعريف بالبلدان التي لم يعرّفها السمعاني مما أظنّ أنه مجهول بالنسبة لقارئ هذا العصر وبخاصة تلك البلدان البعيدة التي تمتد في مسافات من إيران وأفغانستان والاتحاد السوفيتي. وقد اعتمدت طريقة وسطى بين القديم والحديث، ذاكرًا التعريف القديم للبلد، ومتبعًا ذلك الموقع الحالي لهذا البلد في عصرنا الحاضر.