شرب منه أبناء مازن فسموا غسان ولم يشرب منه خزاعة ولا أسلم ولا بارق ولا أزد عمان فلا يقال لهم غسان. وهو من أولاد مازن بن الأسد و (المشهور) المنتسب إلى غسان جماعة كثيرة: منهم أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي الغساني من أنفسهم من أهل دمشق سمع سعيد بن عبد العزيز التنوخي ويحيى بن حمزة الحضرمي ومالك بن أنس وعبد الله بن العلاء بن زبر وغيرهم. روى عنه يحيى بن معين ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه وأبو زرعة الدمشقي وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم الدمشقي وهو من كبار محدثي دمشق وأعيان متقنيهم سمع أيضاً صدقة بن خالد وسفيان بن عيينة وعيسى بن يونس وغيرهم وقال يحيى بن معين: إذا حدثت في بلدة فيها مثل أبي مسهر صحّ للحيتي أن تحلق. وغير واحد من الأئمة وكان من أعلم الناس بالمغازي وأيام الناس حملة المأمون إلى بغداد في أيام المحنة فحبسه بها إلى أن مات وقال أبو مسهر: ولد لي والأوزاعي حي وجالست سعيد بن عبد العزيز اثنتي عشرة سنة قال: وما كان أحد من أصحابي أحفظ لحديثه مني غير أني نسيت. ومات أبو مسهر ببغداد في الحبس غرة رجب سنة ثمان عشرة ومائتين وأخرج ليدفن فشهده ناسٌ كثيرٌ من أهل بغداد وكان ابن تسع وسبعين سنة. ورفده بن قضاعة الغساني من أهل الشام يروي عن الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز، روى عنه هشام بن عمار ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير لا يحتج به إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد عن الأثبات بالأشياء المقلوبات. وأما الغسانية فهم طائفة من مرجئة الكوفة انتسبوا إلى رجل اسمه غسان زعموا أن الإيمان هو المعرفة بالله ﷿ وبرسوله والإقرار بهما وبما جاء من عندهما في الجملة دون التفسير وأن الإيمان يزيد و (لا) ينقص وزعمت هذه الطائفة أن قائلاً لو قال أعلم أن الله حرم لحم الخنزير ولا أدري هل الخنزير هذا الحيوان المعروف أم غيره كان مؤمناً، ولو قال: أعلم أن الله قد