﵁ في سنة خمسين من الهجرة، ويقال لهذا التل تل الصحابة وتل المقابل يعني مقابل حمام أبي حمزة محمد بن ميمون السكري ويقال إن غطفان عمرو أخا الحكم مدفون في هذا التل بجنبه. وذكر أبو عمر النوقاني في كتاب أنس الغريب أن الحكم بن عمرو مرّ يوماً حين كان والي خراسان فسمع صوتاً من حائط صوتاً حزيناً من هاتف يهتف به:
تعزّ بصبرٍ لا رجعت لكي ترى … سنام الحمى آخر الليل الغرائر
كأن فؤادي من تذكرة الحمى … وأهل الحمى يهفو به ريش طائر
فوقف الحكم وقال: من هذا القائل فجاؤوا إليه فقالوا له: من أي موضع أنت؟ قال: من بني عامر من نجد، قال ايش تفعل في خراسان؟ قال: من وقب عبد الله بن عامر بن كريز حبسوني ههنا رهناً فقال له أشتهيت لقاءَ ديارك وأقربائك فإني أهيئ أسبابك فقال: وقعت في ضيق المعاش والولدان، فقال: إني أهيئ أسبابك وأسبابهم فقال: كفافي ههنا، ووقع بين يديه هذا الرجل ومات ساعتئذٍ، ويقال إن قُثم بن العباس بن عبد المطلب قتل بسمرقند ثم حمل منها إلى مروان بمرو ودفن بالجصين بقرب بُريدة.
وقال عبد المؤمن بن خالد الحنفي: قبر الحكم بجنب بريدة بن الحصيب الأسلي الخراساني. وأخواه عطية بن عمرو ورافع بن عمرو الغفاريان صحبا النبي ﷺ، روى عنهما عبادة بن الصامت، وروى عن الحكم الحسن البصري وأبو تميمة الهُجيمي.