فحكمه حكم الحلولية والمشبهة، ومنهم من قال بالنص على الإمام وأكفر الذين تركوا بيعة علي ﵁. ونحن نكفرهم لتكفيرهم الصحابة الأخيار ويقال لهم: لو كان أبو بكر وعمر ﵄ كافرين لكان علي بتزويجه أم كلثوم الكبرى من عمر ﵁ كافراً أو فاسقاً معرضاً بنته للزنا، لأن وطء الكافر للمسلمة زنا محض، ثم إنهم في انتظارهم الإمام الذي انتظروه مختلفون اختلافاً يلوح عليه حمق بليغ، وذلك أن أكثر الكيسانية ينتظرون محمد بن الحنفية ويزعمون أنه في جبل رضوي بين أسد ونمر يحفظانه وعنده عينان إحداهما من الماء والأخرى من العسل، وكان كثير الشاعر على هذا المذهب حتى قال في شعر له:
إلا أن الأئمة من قريش … ولاة تلحق أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه … هم الأسباط ليس لهم خفاء
فسبط سبط إيمان وبر … وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا يذوق الموت حتى … يقود الخيل يقدمها اللواء
تغيب لا يرى فيهم زماناً … برضوي عنده عسل وماء
وكذلك السيد الحميري على هذا المذهب ولذلك قال في شعره:
ألا قل للوصي فدتك نفسي … أطلت بذلك الجبل المقاما
أضر بمعشر والوك منا … وسموك الخليفة والإماما
وعادوا فيك أهل الأرض طرا … مقامك عنهم ستين عاما
وقال في الرد عليه مروان بن أبي حفصة:
وقائلة تقول بشعب رضوي … إمام خاب ذلك من إمام
إمامي من له سبعون ألفاً … من الأتراك مشرعة اللجام
وزعم قوم من الإمامية أن محمد بن الحنفية قد مات غير أنه يرجع إلى الدنيا ويرجع الأموات معه قبل القيامة ثم يموتون بعده ثم يرجعون في