للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منه ما انفرد به، على أن التنكب عن أخباره أولى عند الإحتجاج.

وأبو بكر محمد بن العباس بن الحسين القاصَّ، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في التاريخ، وقال: كان شيخاً فقيراً، يقصُ في جامع المنصور ببغداد، وفي الطرقات والأسواق، وسمعته يقول: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد. وذكر حديثاً، ثم قال: سمعت منه هذا الحديث في سنة تسعٍ وأربعمائة، وحدثنا أيضاً عن أبي بكر بن مالك القطيعي، بحكاية عن العباس بن يوسف الشكلي، وكانت وفاته في أول سنة ثلاثين وأربعمائة.

والإمام أبو العباس أحمد بن أبي أحمد القاص الطبري، إمام عصره، وصاحب التصانيف في الفقه والفرائض وأدب القاضي معرفة القبلة وغيرها، تفقه على أبي العباس بن سريج، وبرع في الفقه، وتلمذ له جماعة، منهم أبو عليّ الطبري المعروف بالزجاجي. وإنما قيل لأبي العباس القاص لدخوله دار الديلم والجبل وقود عساكر الجهاد منها إلى الروم بالوعظ والتذكير. ومن أشهر مصنفاته كتابه الموسوم بالتلخيص، وهو أجمع كتاب في فنه للأصول والفروع، على قلة عدد أوراقه، وخفة محمله على أصحابه، وكتابه في أصول الفقه، وهو كتاب مقنع ممتع. وكان من أخشع الناس قلبا إذا قص؛ فمن ذلك ما

<<  <  ج: ص:  >  >>