ختم الكتاني في الطواف اثني عشر ألف ختمة، وكان الكتاني يقول: التصوف خلق، من زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف. وكان يقول: لولا أن ذكره علي فرض ما ذكرته، إجلالاً له، مثلي يذكره ولم يغسل فمه بألف توبة متقبلة!!
وقال الكتاني: كنت أنا وأبو سعيد الخراز، وعباس بن المهتدي، وآخر لم يذكره، نسير بالشام، على ساحل البحر، إذا شاب يمشي، معه محبرة، ظننا أنه من أصحاب الحديث، فتثاقلنا به، فقال له أبو سعيد: يا فتى، على أي طريق تسير؟ فقال: ليس أعرف إلا طريقين، أما طريق العامة فهذا الذي أنتم عليه، وأما طريق الخاصة فبسم الله. وتقدم إلى البحر، ومشى حيالنا على الماء، فلم نزل نراه حتى غاب عن أبصارنا. وكان الكتاني صحبه الخراز، وعمرو المكي. ومات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.