ومن القدماء: أبو جعفر محمد بن حاتم بن خزيمة بن قتيبة بن محمد بن علي بن القاسم بن جعفر بن الفضل بن إبراهيم بن أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي الكسي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، فقال: محمد بن حاتم الكسي أبو جعفر، قدم علينا هذا الشيخ في رجب، من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فحدث عن عبد بن حميد، وفتح بن عمرو، الكسيين، وقد ماتا قبل الخمسين والمائتين، وذكر أنه ابن مائة وثمان سنين. وعرضت كتبه على الإمام أبي بكر بن إسحاق الفقيه، فأمرنا بالسماع منه، والله أعلم. ثم قال: توفي أبو جعفر محمد بن حاتم الكسي، ﵀، في توجهه إلى الحج، بهمذان، في شوال، من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، ولم يحدث بالعراق، ولا بالحجاز، فإني تعرفت ذلك بعد وفاته.
وأبو نصر محمد بن الطيب الكسي الزاهد، وكان من الفقهاء العباد، والرحالة في طلب الحديث. سمع بنيسابور أبا عبد الله البوشنجي، وبالري محمد بن أيوب، وببغداد يوسف بن يعقوب القاضي. روى عنه أبو الوليد الفقيه، وأبو إسحاق المزكي، وأبو سعيد بن أبي عثمان. وكان أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى التميمي سلم ابنه أبا أحمد الحسين بن علي إليه، حتى حج به، ورده إلى بغداد، وأقام معه يسمعه الحديث؛ فسمع أبو أحمد يذكر اجتهاده وعبادته، في تورعه عن أشياء عجيبة، وصبره على الاجتهاد، وقلة الطعم، وكثرة الصوم، في السفر والحضر، ما يطول شرحه. وكانت وفاته سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الحسين.