وكان ثقة صدوقاً. قال: قدمت البصرة سنة خمس أو أربع وستين، فقيل لي: مات همام منذ جمعة أو جمعتين. ومات في ذي الحجة سنة سبع عشرة ومائتين، ودفن يوم الأضحى.
وأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن حرب اللؤلؤي السهمي مولاهم، من أهل بلخ ويعرف بابن أبي يعقوب. كان حافظاً لعلوم الحديث والأدب، عارفاً بأيام الناس. وقدم بغداد فجالس بها الحفاظ من أهلها وذاكرهم. وحدث عن مالك بن أنس وخارجة بن مصعب وبشر بن السري ويحيى بن اليمان وخالد بن عبد الرحمن المخزومي وغيرهم. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا والفضل بن محمد اليزيدي وأبو عبد الله بن أبي الأحوص الثقفي وجماعة. ولم يكن يوثق به في علمه وروى عن أبي العباس بن عقدة الحافظ أنه قال: سمعت محمد بن عبيد الكندي يقول قدم محمد بن إسحاق البلخي اللؤلؤي الكوفي قبل سنة ثلاثين ومائتين. وكان من أحفظ الناس، كان يجلس مع أبي بكر بن أبي شيبة فلا ينبعث معه أبو بكر إنما يهدر هدراً. وحكي عن أحمد بن سيار المروزي أنه ذكر من كان ببلخ من أهل العلم فقال: وكان بها إنسان يقال له ابن أبي يعقوب واسمه محمد بن إسحاق أبو عبد الله، وكان لا يخضب، وكان قد قارب ثمانين سنة، وكان آية من الآيات في حفظ الحديث ومعرفة أيام الناس، وله لسان وبصر بالشعر ومعرفة بالأدب، ولا يكلمه إنسان إلا علاه في كل فن. وقدم بغداد في سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
وأبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي البصري من أهل