وثلاثين، ثم اصطحبنا ببغداد وفي طريق مكة، وعندي أن الملائكة لم تكتب عليه خطيئة، وجاور مسجد أبيه وصام الدهر نيفاً وعشرين سنة، ولقد استقبلني وهو يسعى بين الصفا والمروة حافياً حاسراً وهو محموم، فأخذت بيده حتى صعد الصفا، فلما قعد غشي عليه، فطلبنا الماء، وكنت أرشه على وجهه حتى أفاق فقلت: لو رفقت بنفسك وأنت عليل، فقال: ألا تدري أين نحن؟ ولا ندري نرجع إليها أم لا. وتوفي في شعبان سنة ست وثمانين وثلاث مئة.
وحدثني أبو عبد الله بن أبي إسحاق أنه رأى أخاه أبا حامد في المنام في نعمة وراحة وصفها، فسأله عن حاله؟ فقال: لقد أنعم الله علي وأن أردت اللحوق فالزم لما كنت عليه.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الفضل بن إسحاق الهاشمي المعدل وهو ابن أبي الفضل بن فضلويه المزكي، وكان أبو الفضل محدث وقته والمزكي في عصره، وأبو إسحاق من أعيان الشهود وأكبر ولد أبيه، وطالت عشرتنا سمع أبا أحمد بن الشرقي ومكي بن عبدان وأقرانهما من الشيوخ.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو إسحاق بن أبي الفضل