للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والشام ذهبت عن آخرها وحصل سائرها. وحدث عندنا سنين إملاء وقراءة، واستوطن نيسابور سنة إحدى وعشرين إلى أن توفي بها يوم السبت سلخ ذي القعدة من سنة ست وسبعين وثلاث مئة. وأخبرني أنه كان ابن خمس وثمانين سنة وصليت عليه.

وأبو الحسن بن أبي الليث هو أحمد بن نصر بن محمد المصري الحافظ كان حافظاً فاضلاً فهماً. رحل من المغرب إلى المشرق، وأدرك الشيوخ والأسانيد، وذاكر الحفاظ.

سمع ببلده أصحاب يونس بن عبد الأعلى الصدفي وأبا عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. وسمع بدمشق أبا علي محمد بن هارون الأنصاري، وبقيسارية أحمد بن عبد الرحيم القيسراني وبالجزيرة محمد بن عبد الرحمن الإمام، وبالعراق أبا علي الصفار النحوي وأبا عبد الله الحكيمي الإخباري محمد بن أحمد، وبطبرستان محمد بن جعفر النحوي، وبنيسابور أبا العباس الأصم وأبا عبد الله بن الصفار وغيرهم.

سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ وقال: أحمد بن أبي الليث المصري الحافظ، قدم علينا نيسابور، وهو باقعة في الحفظ، ولقد رأيته يوماً يذكر بحضرة أبي علي الحافظ ترجمة سليمان التيمي عن أنس فشبهته بالسحر في المذاكرة هذا سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة، ورد مع أبي الفضل العطار وأبي العباس بن الخشاب وكان مع هذا يتقشف ويجالس الصالحين من الصوفية وكتب عندنا سنين ثم آذاه بلدي له فخرج إلى ما وراء النهر اشتغل بالأدب والشعر ثم إنه

<<  <  ج: ص:  >  >>