واشتغل بالجمع والتصنيف، غير أن تصانيفه جمع فيها بين الغث والسمين واللحم والعظم، سمع بمرو أبا عبد الرحمن عبد الله بن محمود السعدي وأبا علي الحسين بن محمد بن مصعب السنجي وبسرخس أبا لبيد محمد بن إدريس السامي، وبنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وبالري أبا العباس عبد الرحمن بن عبد الله بن حماد الطهراني، وببغداد أبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبا بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وبالكوفة أبا جعفر محمد بن الحسين الأشناني الخثعمي وطبقتهم. روى عنه جماعة من الحفاظ مثل أبي عبد الله محمد بن عبد الله البيع وأبي عبد الله محمد بن أحمد الغنجار البخاري وأبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وأبي بكر أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني وأبي غانم أحمد بن علي الكراعي وجماعة كثيرة سواهم. ولد سنة إحدى وتسعين ومائتين. وتوفي في الثامن من شهر رمضان سنة خمس وسبعين وثلاث مئة.
وأبو طاهر عمر بن محمد بن علي بن معدان الأديب الوراق الأصبهاني الأعرج المعداني. كان أديباً فاضلاً عالماً. سمع أبا عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ وعبد الله بن عمر بن الهيثم المذكر وأبا عمر بن عبد الوهاب الأصبهانيين ومن في طبقتهم.
ذكره أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن منده، وقال: تكلموا فيه من قبل مذهبه يكتب كتب الأدب بالوراقة. سمع منه جماعة، قلت، وظني أنه توفي في حدود سنة خمسين وأربع مئة.