الله تعالى في القرآن في غير موضع، وفيها المسجد الأقصى وقبة الصخرة والمواضع الشريفة. وكان إليها قبلة المسلمين سبعة عشر شهراً أول ما قدم رسول الله ﷺ المدينة. دخلتها زائراً وأقمت بها يوماً وليلة. كثر بها الأئمة والمحدثون قديماً وحديثاً. واستولى عليها الإفرنج سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة، وهي في يدهم إلى الساعة، ردها الله تعالى إلى المسلمين. قيل بناها كورش بن حام بن نوح. وقيل بناها بهمن بن اسفنديار بعد إسلامه وذلك أنه أمر بخت نصر بن سبى بن نبت بن حودرز بخراب بيت المقدس فخربها بأمره ثم هو أسلم وبناه ورد إليه الآنية التي أخذها بختنصر. وفي بعض كتب الأنبياء من التوراة وغيره أن اسم بهمن كورش، وفي ذلك يقول الفارسي: من الوافر:
وبيت المقدس المعمور بيت … ورثناه عن المتقدمينا
بناه كورش الباني المعالي … بأمر الله خير الآمرينا
خرج منها جماعة من المحدثين قديماً وحديثاً، منهم: أبو محمد عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي. كان مكثراً من الحديث. له رحلة إلى بلاد الشام والحجاز. سمع هشام بن عمار ومحمد بن ميمون الخياط والمسيب بن واضح والحسين بن الحسن المروزي ومحمد بن مصلى الحمصي وطبقتهم. روى عنه أبو حاتم محمد بن حبان التميمي البستي وأبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني وأبو القاسم